​تعد العلاقات المغربية الإفريقية حجر الزاوية في السياسة الخارجية للمملكة المغربية، حيث يشكل التعاون جنوب-جنوب ركيزة أساسية في الاستراتيجية الوطنية والدولية.

وفي هذا السياق، يولي المغرب أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز هذه العلاقات، باعتبارها تمثل نقطة انطلاق لتفعيل الشراكات الاستراتيجية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي هذا الإطار، يطمح حزب التجديد و التقدم  السياسي إلى تعزيز هذه الروابط من خلال إنشاء الهيئة الوطنية المكلفة بدراسة العلاقات المغربية الإفريقية، بهدف وضع رؤية استراتيجية تتماشى والقاسم المشترك مع الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين المملكة والدول الإفريقية.

​

لقد أكد جلالة الملك محمد السادس في عدة خطب له على أهمية تعزيز التضامن الإفريقي، مشيرًا إلى أن المغرب يظل ملتزمًا بدعم قضايا القارة، كما جاء في خطابه بتاريخ 20 غشت 2018 بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، حيث قال: "إن المغرب سيظل دائمًا ركيزة أساسية لتعاون إفريقيا مع نفسها ومع باقي دول العالم". هذا التوجه يعكس رؤية المملكة في بناء شراكات استراتيجية مستدامة، تركز على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل الهجرة، التجارة، والتنمية الاقتصادية.

​

تأتي هذه المبادرة استجابة للتحديات الإقليمية والدولية، وتعبيرًا عن إرادة المغرب في تفعيل آليات التعاون الإفريقي وتعزيز الشراكة بين الدول الإفريقية، كما أشار جلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة قمة الاتحاد الإفريقي، التي انعقدت في 28 يناير 2017 في أديس أبابا، إثيوبيا. حيث قال: "إن تعاوننا في إطار الاتحاد الإفريقي سيظل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في القارة".

​

وتعد الهجرة الإفريقية واحدة من أبرز القضايا التي تستدعي التنسيق المشترك بين الدول الإفريقية. إذ تتطلب معالجة هذه القضية مقاربة استراتيجية شاملة، تضمن احترام حقوق المهاجرين مع توفير حلول مستدامة تراعي المصالح المشتركة بين دول القارة.

​

إضافة إلى ذلك، يلعب مغاربة المقيمين في الدول الإفريقية دورًا محوريًا في تعزيز الروابط بين المغرب وبقية القارة، ويشكلون حلقة وصل بين الثقافات والاقتصادات، كما يساهمون في تطوير مجالات متعددة من بينها التجارة، والتعليم، والتنمية الاجتماعية. ما يؤكد أن تعزيز التعاون مع المغتربين يُعدّ جزءًا من استراتيجيات التعاون جنوب-جنوب، والتي تهدف إلى بناء شراكات متينة تدعم التقدم المشترك للقارة الإفريقية.

توقيع 

رئيسة اللجنة التأسيسية

الأستاذة غيثة يحياوي