top of page

الدردشة الشهرية 24 دجنبر 2024 : حزب التجديد و التقدم تحت المجهر مع الأستاذة غيثة يحياوي رئيسة اللجنة التأسيسية.

 

الأستاذة غيثة يحياوي مرحبا بك معنا في برنامج الدردشة الشهرية لجريدة الغد المشرق و نحن جد سعداء بتواجدك معنا في هذا البرنامج.

موضوعنا اليوم، هو مشروع حزب التجديد و التقدم الذي أثار تفاعلا كبيرا في الاوساط الصحفية والجامعية و كان موضوع تحليل من خبراء عدة و تناقلته مجموعة كبيرة من المواقع والصحف منذ الاعلان عن تلقي السلطات للملف القانوني التأسيسي عبر الجريدة الرسمية.

أستاذة غيثة يحياوي بصفتك رئيسة اللجنة التأسيسية لحزب التجديد والتقدم، هل يمكن ان تخبرينا أكثر عن هذا المشروع ومتى إنطلق هذا التأسيس ؟

التأسيس هو مرحلة من مراحل مشروع واسع و شمولي نابع من إحتياجات مواطنين ومن مواكبة تحولات المجتمع وطنيا ودوليا ومن توجيهات وبرامج صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله عبر خطاباته السامية ومن معطيات ميدانية عبر أنشطة مختلفة تبلورت عبر سنوات ( منذ 2011) لتصل الى مرحلة مشروع سياسي وليبدأ التأسيس الفعلي من الناحية الإدارية منذ حولي 3-4 سنوات تقريبا.

أستاذة غيثة، أثار مشروع هذا الحزب السياسي الجديد تساؤلات واسعة وتفاعلاً كبيراً في الأوساط الإعلامية والشعبية بين مؤيد ومعارض. فما هي الدوافع وراء تأسيس هذا الحزب الجديد؟

كما ذكرت، تأسيس الحزب جاء كنتيجة طبيعية لعدة مراحل من العمل الميداني والاجتماعي والثقافي، إضافة إلى دراسات مستندة إلى مضامين الخطب الملكية باعتبارها برامج استراتيجية للبلاد. هذا التأسيس فرض نفسه كضرورة لمواكبة الرؤية الملكية السامية وتحقيق مغرب التقدم والكرامة، فضلاً عن مواجهة التحديات المستجدة. كما أنه يسعى لسد الفجوات التي خلفتها الأحزاب السياسية الحالية، حيث إن عدد الأحزاب النشيطة فعلياً محدود للغاية. أضف إلى ذلك، فقدت معظم هذه الأحزاب ثقة الشعب وقدرتها على التأطير والتكيف مع التحولات المجتمعية، بينما تعكس نتائج مشاريعها الأخيرة ضعف الأداء والإنجاز.

لماذا تأسيس حزب جديد؟ ولماذا تم إختيار إسم "التجديد والتقدم" تحديدًا؟

تتطلب الاجابة إلقاء الضوء أولا على خصوصية مشروع التجديد والتقدم فمن خلال الإسم يتعهد هذ الحزب بالتجديد كآلية لتحقيق التقدم وبالتالي الإستفادة من التجارب السابقة لتفادي الأخطاء التي أفشلت جل المشاريع السابقة.

ثانيا...يجب تصحيح فهم خاطئ لإديولوجية حزب التجديد و التقدم :الكثيرون أشاروا إلى تبنيه الليبرالية الإجتماعية مما يجعله لا يختلف عن سابقيه ، وبالتالي ارث مستهلك.

ما يغفل عنه الكل أن في هذا المشروع نتحدث عن الليبرالية الإجتماعية لكن "بخصوصية مغربية" تنصهر في نظام ملكي دستوري ومبني على إمارة المؤمنين.

هذا يعني ان الحزب ينطلق من دراسة عميقة للحاجيات المغربية بأبعادها المختلفة – الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية – مع التركيز على الهوية المغربية المتجذرة في الحضارة والدين والثقافة، وإنفتاحها على العالم بكل تحدياته لتحقيق التوازن في إطار علاقات تراعي سيادة المغرب وهويته.

أما بالنسبة للتساؤل حول الحاجة إلى حزب جديد في ظل وجود العديد من الأحزاب: فإن تأسيس حزب جديد يعبر عن حق ديمقراطي يكفله الدستور.

لكن السؤال الحقيقي هو: هل تمتلك جميع الأحزاب الموجودة تأثيرًا فعليًا على الساحة السياسية؟ وهل استطاعت تلك الأحزاب تحقيق تطلعات الفئات التي منحتها الثقة؟

الإجابة واضحة: ما دامت الأحزاب الحالية لم تحقق طموحات الناخبين، فإن التجديد السياسي يصبح ضرورة لتحقيق التقدم. وإذا كان هذا المشروع الجديد أثبث قدرته على إحداث حركية ملموسة وإستقطب مؤمنين بأفكاره ومشاركين في مسيرته قبل حتى أن يخرج الحزب إلى الوجود فإنه يعكس واقعية وشرعية تأسيسه.

لوحظ أن طريقة عملكم تختلف عن الأسلوب المعتاد عند تأسيس الأحزاب، حيث إنطلقتم بأنشطة وهيئات متعددة قبل الإعلان الرسمي للحزب. هل يمكن توضيح هذه المنهجية للمُتابعين؟

بالفعل، إختيارنا لهذه المنهجية ينبع من إيماننا أنه قبل تفعيل أي مشروع وقبل أن يأخذ شكله الإداري الرسمي  يجب التأكد من مدى قابليته للتنزيل على أرض الواقع وعلى شموليته. ولهذا قمنا بتنظيم أنشطة متميزة بتأطير من كفاءات وخبرات متخصصة، مع إشراك جميع الفئات الإجتماعية من مختلف مناطق المملكة حسب قدراتهم وإيمانهم بالمشروع.

كما أعطينا الأولوية لإشراك الشباب وتمكينهم من الانفتاح على محيطهم والمشاركة في تحمل المسؤولية وإتخاذ القرارات، إلى جانب تعزيز حضور المرأة بشكل قوي في جميع الأنشطة النظرية والميدانية.

بالإضافة إلى ذلك، كان لمغاربة العالم دور مهم في هذه الأنشطة والهيئات، حيث إستفدنا من خبراتهم وإمكانياتهم كـ"سفراء المغرب" في تخصصات متعددة، وكانت أيضا إختبار لقدرتنا على تفعيل مساهمة هذه الشريحة وإدماجها دون الاخلال بالتوازنات الوطنية و مراعاة الخصوصيات التي تميزها .

bottom of page